الثلاثاء، 29 مايو 2012
للحرية حد
سؤال وكبييييييروعميييق ومتجذر ومتشعب ’
أتمنى سماع آراؤكم حوله .
كلنا يؤمن بالحرية ويسعى للحرية كلنا يمارس حريته
وفق معتقدات وسلوكيات تربى عليها ,
الحرية هي ما نعتقده من مباديء شرعها لنا ديننا الحنيف
فلا ضرر ولا ضرار , الحرية أن تحافظ على الضرورات الخمس
وتؤمن بمبدأ :
( والله لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه )
ومن منطلق
( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )
إذن فالحرية أن نحترم آدميتنا ونأخذ حقنا وفق
ما شرعه لنا ديننا الحنيف . وأن نتعلم مالنا وما علينا
وفق ضوابط شرعها لنا الشرع الحنيف .
الحرية هي ألا نتدخل في شؤون الآخرين مالم يطلب الآخر
منا إصلاحا لذات بين وقبل كل ذلك أن نفهم أنفسنا جيدا
ونتصالح معها كي نتوافق مع الآخرين ومادمنا نعيش
في تناقض مع المتغيرات الراهنة من حولنا فلن نستطيع
التكييف مع الآخر مالم نغير أنفسنا ونصلح أحوالنا
وذواتنا من الداخل ومالم نحقق قوله تعالى :
( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
أن نؤمن بأن الحرية موقف وأخلاق وحدود وضوابط ونظام
وإلتزام ومبدأ ووعي وعقيدة وسلوك وهي لاتعني أنا
ومن بعدي الطوفان كما أنها مبدأ يناهض ويرفض الظلم
والقمع والعنف والاستبداد والدكتاتورية والإملاءات
ولوي الذراع , الحرية ألا أفرض رأيي على الآخرين
بمنطق إن لم تكن معي فأنت ضدي بل علي أن أقول للخطأ
هذا خطأ وأبادر بالعلاج وإصلاح الخطأ أيا كان مصدره
انطلاقا من قوله تعالى :
( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم
واتقوا الله لعلكم ترحمون )
وألا أتنصل من مسؤولياتي بحجة أن هذا لايعنيني ,
صحيح كل إنسان منا يحب ألا يتدخل أحد في شؤونه
وبالتالي فعليه ألا يتدخل فيما لايعنيه فمن تدخل فيما
لايعنيه لقي مالا يرضيه , ولكن لوحدث أمامك الخطأ
وأنت قادرعلى إصلاحه وتغييره هل ستسكت عليه
أم أنك ستبادر إلى نصح الآخر بما يجب عليه فعله !!.
الحرية ألا تتشنج لرأيك أو تتعصب لفكرك وأن تؤمن
بأن لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك
والزم عليك حياءك تكن من أهله فالحياء أساس كل شيء ,
وهو قوام الأخلاق وعماد الشباب
وأسباب صلاح الأمة ونهوض المجتمعات .
ونعم لقد صدق الشافعي حين قال :
لسانك لاتقذف به عورة امريء
فكلك عورات وللناس أعين – ألسن -
أن تؤمن بمبدأ الحوار النزيه الشفاف
وبأن اختلاف الرأي لايفسد ودا لقضية
ومن منطلق أن اختلاف الآراء دلالة صحة
وعافية وبيئة صالحة لتلاقح الأفكار وتوارد الخواطر ,
وتبادل الخبرات وفتح آفاق المعارف
والحوارات بين الشعوب .
الحرية أن تكون مسؤولا عن كل قراراتك وتصرفاتك
أمام الله والملائكة والناس أجمعين
وألا تجرح الآخرين أوتعتدي عليهم كونك في موقع مسؤول
بالإيذاء النفسي أوالفكري أوالبدني أو الديني
سواء بالقذف أو بالهمز أو باللمز أو بالسخرية
أو بالتحقير أو بالتشهير لأن هذا دلالة مركب نقص
وشخصية سطحية غير سوية وخيانة للأمانة ,
التي كلفت بحملها بحجة أنك حر برأيك ,
ومكفول لك حرية التعبيربحجة البحث عن الحقيقة ,
وهي في الحقيقة تشهير وقذف واستعلاء
واستغلال لمنبر ونفوذ من أجل مآرب أخرى .
في المقابل لو نظرنا للآخرالذي يمارس الحرية الإعلامية
- مثلا - ويمارسها على نطاق واسع وبفجاجة مستهجنة
بحيث تضيع فيها الحقائق فيلتبس الحق بالباطل
والحابل بالنابل فيصبح الحق باطلا و الباطل حقا !
يقول جلا وعلا :
( ويل لكل همزة لمزة )
ويقول تعالى :
(( ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا
خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن
ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق
بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون *
يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض
الظن إثم ولا تجسسوا ولايغتب بعضكم بعضا
أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا
فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم *
ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم
عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ))
( 10-13) الحجرات
كما أن أساس الحرية هو التعارف والخيرية
والتواد والتعاون على البر والتقوى
( وتعاونوا على البر والتقوى
ولاتعاونوا على الإثم والعدوان )
~* ~
سأطرح بعض المحاور للنقاش بكل شفافية وألق عّلنا نساهم
في فهم وقراءة الحرية بمفهومها الشامل
للقاريء والمهتم ....
* كيف يمكننا أن نؤسس مجتمعا يجمع خلائط من فئات
مجتمعية بكل شرائحها وتوجهاتها الفكرية المختلفة
ونؤسس لحرية واعدة فعالة يكون الحوار النزيه النقي
فيها هو المحرك الإجتماعي والثقافي المؤثر؟
* ماهو مفهوم الحرية ؟
* ماهي حدود الحرية التي نحب ونريد ؟
* هل الحرية الحقة نزعة شعوربالمسؤولية
– شعور جمعي - أم أنها نزعة فردية مطلقة ؟
* هل حرية الأوطان مجال منتهك أم قدسية وطنية
يجب عدم المساس بها ؟
* هل عالمنا العربي محروم من الحريات
على المستوى العام والخاص حتى يتدخل الآخر
لإحداث تغيير وانقلاب في مفهوم الحريات
القومية والسياسات العربية ؟
* كيف نبني جيلا واعيا بحرياته وحقوقه
وهو يفتقد لآليات الحوارالمدني ببعده الأيدلوجي
واللوجيستي وموروثه القيمي والثقافي الحضاري
ليمثل صوته للآخر وينشر قضيته العادلة
بسلام بدون عنف أو إرهاب ؟
* وأخيرا ماهي معايير الحرية للمرأة العربية المسلمة
ذات الالتزام الشرعي والعقدي والديني والبيئي الإجتماعي
في ظل العولمة العالمية المهيمنة التي تميع و تكتسح
كل خلايا ومقومات ومقدرات ومعتقدات فكر الإنسان العربي
وأين يقف المثقف العربي
في مواجهة كبت الحريات وضياع الحقوق ؟
سأترك الساحة للنقاش الهادف الشفاف البناء الذي أتوقعه
سيكون ثريا - بإذن الله - بثراء تطلعاتنا للحرية نفسها
بمفهومها الواسع الفضفاض
على امتداد الوطن العريييييض .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق